وجه أحمد حسام “ميدو”، نجم منتخب مصر السابق وأحد أبرز المحللين الرياضيين في الفترة الأخيرة، رسالة تحذيرية قوية إلى المدير الفني الحالي للفراعنة حسام حسن، وذلك بعد فوز المنتخب الوطني على إثيوبيا في الجولة السابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، في مباراة أقيمت على ستاد القاهرة وانتهت بانتصار الفراعنة بثنائية نظيفة.
ميدو، المعروف بصراحته وجرأته، هنأ المنتخب المصري على تحقيق الفوز والاقتراب خطوة جديدة نحو التأهل للمونديال، لكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة توخي الحذر من بعض الأخطاء التي قد تضع المنتخب في مأزق، خاصة أن الطريق نحو كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية لا يحتمل أي تراجع أو مجاملات في اختيار التشكيلة الأساسية.
تحذير مباشر من ميدو
وعبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أكد ميدو أن هناك ثلاثة لاعبين في صفوف المنتخب المصري يشاركون بصفة أساسية مع المدير الفني حسام حسن، إلا أنه يرى أنهم لا يستحقون أن يكونوا أساسيين في تشكيل أي مدرب آخر يقود المنتخب. وأوضح أن الاعتماد المبالغ فيه عليهم قد يشكل خطورة على مسيرة الفراعنة، مطالبًا هؤلاء اللاعبين بإظهار كامل قدراتهم وتحمل المسؤولية، وإلا فإن المنتخب قد يواجه أزمة حقيقية يصعب تجاوزها.
وأضاف ميدو أن المنافسة في الفترة المقبلة لن تكون سهلة، خاصة مع اقتراب بطولة كأس الأمم الإفريقية، فضلًا عن أهمية التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، مشددًا على أن أي خطأ في الاختيارات أو الاعتماد على لاعبين غير قادرين على الظهور بالمستوى المطلوب قد يكلف المنتخب الكثير.
صباح الخير..مبروك فوز #منتخب_مصر والاقتراب خطوة جديدة نحو #المونديال أتمنى اللاعيبة اللي بيراهن عليها #حسام_حسن يكونوا قد الرهان!! في ٣ لاعيبه في المنتخب لا يمكن يلعبوا أساسي مع أي مدرب في العالم إلا مع حسام حسن!! لو ماطلعوش قد الرهان المركب هتغرق بينا في كاس الأمم!!
— Mido (@midoahm) September 6, 2025
فوز مهم على إثيوبيا
وجاءت تصريحات ميدو عقب الفوز الذي حققه منتخب مصر على إثيوبيا بثنائية أحرزها محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي من ركلة جزاء في الدقيقة 43، ثم عزز عمر مرموش التقدم بهدف ثانٍ من ركلة جزاء أخرى في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. بهذا الفوز عزز الفراعنة صدارتهم للمجموعة الأولى برصيد 19 نقطة، ليقتربوا أكثر من ضمان بطاقة التأهل المباشر إلى مونديال 2026 المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
أداء المنتخب أمام إثيوبيا اتسم بالجدية والضغط الهجومي، مع استقرار نسبي في الدفاع، وهو ما أعطى انطباعًا إيجابيًا للجماهير، لكن المحللين – وعلى رأسهم ميدو – اعتبروا أن المباراة كشفت أيضًا بعض النقاط السلبية التي يجب العمل على علاجها سريعًا قبل المواجهات الأصعب.
مواجهة مرتقبة أمام بوركينا فاسو
المنتخب المصري يستعد حاليًا لمباراة حاسمة أمام منتخب بوركينا فاسو يوم الثلاثاء 9 سبتمبر، على ملعب 4 أغسطس، ضمن الجولة الثامنة من التصفيات. هذه المواجهة ستكون بمثابة الخطوة الأخيرة التي قد تضع الفراعنة رسميًا في مونديال 2026 إذا نجحوا في حصد النقاط الثلاث.
الجماهير المصرية تضع آمالًا كبيرة على رجال حسام حسن في تحقيق الفوز، خاصة أن المنتخب يقدم مستويات جيدة في الفترة الأخيرة، ويمتلك مجموعة من العناصر المميزة في خطي الوسط والهجوم، إلا أن التحذيرات المتعلقة بخط الدفاع وبعض المراكز الأخرى تظل هاجسًا يثير القلق.
ميدو ومواقفه الصريحة
ليس غريبًا أن يطلق ميدو مثل هذه التحذيرات، فقد اعتاد منذ دخوله مجال التحليل الفني أن يكون صريحًا وموضوعيًا في آرائه، حتى وإن كانت قاسية أحيانًا. يرى كثيرون أن ملاحظاته غالبًا ما تكون في محلها، حيث إنه يركز على الأخطاء التي قد لا يلتفت إليها البعض، بهدف حماية المنتخب واللاعبين من أي انتكاسة.
ويعتقد ميدو أن حسام حسن، رغم خبرته الكبيرة وشخصيته القوية، مطالب بمزيد من الحزم في اختيار التشكيلة، وعدم الاعتماد على أسماء بعينها بدافع الثقة أو التجربة السابقة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى أفضل العناصر فقط، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى.
أهمية المرحلة المقبلة
المنتخب المصري يقف على أعتاب فترة تاريخية، فالتأهل إلى كأس العالم 2026 سيكون المشاركة الخامسة في تاريخ الفراعنة، والثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018. ومع زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة المقبلة إلى 48 منتخبًا، تزداد فرص مصر في تحقيق إنجاز مميز وتقديم صورة قوية للكرة الإفريقية والعربية.
لكن هذا الحلم يتطلب عملًا جادًا وتخطيطًا دقيقًا، وهو ما أشار إليه ميدو في تحذيراته، إذ شدد على أن الاعتماد على لاعبين غير مؤهلين بدنيًا أو فنيًا سيجعل المنتخب في وضع صعب أمام منتخبات قوية مثل نيجيريا، السنغال، المغرب والجزائر، التي تنافس على مقاعد المونديال.
رسالة للجماهير
رسالة ميدو لم تكن موجهة فقط لحسام حسن، بل للجماهير أيضًا، حيث أراد التأكيد على أن المنتخب يحتاج إلى دعم وتشجيع مستمر، وفي الوقت ذاته يجب أن يكون هناك وعي بأهمية النقد البناء وعدم المجاملة، فهدف الجميع هو مصلحة الفراعنة وتحقيق التأهل والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولات القارية والعالمية.
الخلاصة
تصريحات ميدو الأخيرة تسلط الضوء على واقع مهم: أن المنتخب المصري يسير في الطريق الصحيح، لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من الانضباط الفني والتكتيكي، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد على بعض اللاعبين. فوز مصر على إثيوبيا منح الفريق دفعة قوية، لكن المواجهة المقبلة أمام بوركينا فاسو ستكون اختبارًا حقيقيًا يحدد مدى جاهزية المنتخب لمواصلة المشوار بنجاح.