بدأ منتخب فرنسا مشواره في تصفيات كأس العالم 2026 بقوة، بعدما حقق فوزًا مهمًا على منتخب أوكرانيا بهدفين نظيفين في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء الخميس. المباراة شهدت حضورًا جماهيريًا كبيرًا وأداءً مميزًا من “الديوك”، خصوصًا من النجم كيليان مبابي الذي واصل هوايته المفضلة في التسجيل وتحطيم الأرقام القياسية.
افتتح ميشيل أوليسيه التسجيل مبكرًا عند الدقيقة العاشرة بعد تمريرة رائعة من برادلي باركولا، ليمنح المنتخب الفرنسي أفضلية مريحة منذ الدقائق الأولى. وواصلت فرنسا ضغطها الهجومي على مرمى أوكرانيا، لكن الحارس الأوكراني تألق في أكثر من مناسبة، قبل أن ينجح كيليان مبابي في تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 82 مستفيدًا من تمريرة ذكية من أوريليان تشواميني، ليحسم الفوز لصالح “الديوك” ويؤكد تفوقهم مع انطلاقة التصفيات.
هذا الهدف لم يكن عاديًا بالنسبة لمبابي، إذ رفع رصيده إلى 51 هدفًا دوليًا بقميص المنتخب الفرنسي خلال 91 مباراة، ليعادل بذلك إنجاز الأسطورة تييري هنري، الذي يحتل المركز الثاني في قائمة أفضل الهدافين في تاريخ فرنسا. وأصبح مبابي على بعد ستة أهداف فقط من معادلة الرقم القياسي التاريخي المسجل باسم أوليفييه جيرو، صاحب الصدارة برصيد 57 هدفًا.
ويُعد هذا الإنجاز الجديد دليلًا على التطور الكبير الذي يعيشه مبابي في مسيرته الدولية، إذ لم يتجاوز بعد عامه السادس والعشرين، لكنه أصبح قريبًا من اعتلاء صدارة قائمة الهدافين التاريخيين لفرنسا، وهو ما يعكس استمراريته وتأثيره الكبير في مباريات المنتخب. كما أن تحطيم رقم جيرو قد يكون مسألة وقت فقط إذا استمر مبابي بنفس الوتيرة التهديفية.
من جهة أخرى، عزز منتخب فرنسا بهذا الانتصار صدارته للمجموعة الرابعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2026، برصيد 3 نقاط، متقدمًا على أوكرانيا التي بقيت دون أي نقطة بعد الجولة الأولى. وتضم المجموعة أيضًا منتخبي أيسلندا وأذربيجان، حيث من المقرر أن يلتقي “الديوك” مع أيسلندا في المباراة المقبلة خارج الديار، في مواجهة تعتبر بالغة الأهمية لمواصلة الانطلاقة القوية وضمان الابتعاد في صدارة الترتيب مبكرًا.
الجماهير الفرنسية أبدت حماسًا كبيرًا بعد هذا الانتصار، خصوصًا في ظل التألق اللافت لعدد من النجوم الشباب الذين بدأوا يثبتون وجودهم مع المنتخب الأول، إلى جانب استمرار مبابي في قيادة الفريق بثقة داخل وخارج الملعب. ويرى الكثير من المراقبين أن المنتخب الفرنسي الحالي يملك كل المقومات التي تجعله مرشحًا بقوة ليس فقط للتأهل إلى كأس العالم، بل أيضًا للمنافسة الجادة على اللقب في أمريكا وكندا والمكسيك عام 2026.
ويظل كيليان مبابي حديث الساعة، ليس فقط بسبب أهدافه الحاسمة، بل لقدرته على صناعة الفارق في أي لحظة بفضل سرعته ومهاراته الفريدة أمام المرمى. ومع اقترابه من تحطيم الرقم التاريخي لأوليفييه جيرو، باتت جماهير “الديوك” تنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي سيصبح فيها مبابي الهداف الأول في تاريخ فرنسا، وهو إنجاز سيضعه في مكانة استثنائية بين أساطير كرة القدم الفرنسية.